حكم التحجب أمام الغير مسلمات
صفحة 1 من اصل 1
حكم التحجب أمام الغير مسلمات
هل يجوز أن تكشف المرأة المسلمة شعرها أمام امرأة غير مسلمة خاصة وأنها تصف المرأة المسلمة أمام الرجال من أقربائها وهم غير مسلمين ؟
هذا الأمر مبني على اختلاف العلماء في تفسير قوله تعالى : -(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)- (النور:31) فالضمير في قوله تعالى : "( نسائهن ) اختلف فيه العلماء فمنهم من قال إن المقصود الجنس أي جنس النساء عموماً ، ومنهم من قال إن المقصود بالضمير الوصف أي النساء المؤمنات فقط ، فعلى القول الأول يجوز للمرأة أن تكشف شعرها ووجهها أمام امرأة غير مسلمة ، وعلى القول الثاني لا يجوز ونحن نميل للرأي الأول وهو الأقرب ، لأن المرأة مع المرأة لا فرق فيه بين امرأة مسلمة وغير مسلمة هذا إذا لم تكن هناك فتنة ، أما إذا خشيت الفتنة كأن تصف المرأة لأقاربها من الرجال فيجب توقي الفتنة حينئذٍ فلا تكشف المرأة شيئاً من جسدها كالرجلين أو الشعر أمام امرأة أخرى سواء مسلمة أو غير مسلمة .
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عندنا في المنزل خادمات غير مسلمات هل يجب على أن أتحجب عنهن ؟ وهل يجوز لي أن أتركهن أن يغسلن ملابسي وأنا أصلي بها ؟ وهل يجوز لي أن أبين لهن دينهن ونواقصه واشرح لهن ما يميز به ديننا الحنيف ؟
لا يجب الاحتجاب عنهن فهن كسائر النساء وفي أصح قولي العلماء ولا حرج في تغسيلهن الثياب والأواني ، ولكن يجب إنهاء عقودهن إن لم يسلمن ، لأن هذه الجزيرة العربية لا يجوز أن يبقى فيها إلا الإسلام ، ولا يجوز أن يستقدم لها إلا مسلمون سواء كانوا عمالاً أو خدماً ، وسواء كانوا رجالاً أو نساء ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بإخراج المشركين من هذه الجزيرة وأن لا يبقى فيها دينان لأنها مهد الإسلام ومطلع شمس الرسالة فلا يجوز أن يبقى فيها إلا الدين الحق وهو الإسلام وفق الله المسلمين في إتباع الحق والثبات عليه وهدى غيرهم للدخول في الإسلام وتر ك ما خالفه . ويشرع لك دعوتهم إلى الإسلام وبيان محاسنه وبيان ما في دينهم من النقص والمخالفة للحق وأن شريعة الإسلام ناسخة لجميع الشرائع وأن الإسلام هو الدين الحق الذي بعث الله به المرسلين جميعاً وأنزل به الكتب كما قال سبحانه : -( إن الدين عند الله الإسلام )- [ آل عمران : 19] وقال عز وجل : -( ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) [آل عمران 85] . لكن ليس لك أن تتكلمي في ذلك إلا بعلم وبصيرة ، لأن القول على الله وعلى دينه بغير علم منكر عظيم قال الله سبحانه : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) [ الأعراف : 33] ، فجعل سبحانه مرتبة القول عليه بغير علم فوق جميع هذا المراتب المذكورة في الآية وذلك دليل على شدة تحريمه وعظيم الخطر المترتب عليه . وقال سبحانه : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) [ يوسف : 108 ] وأخبر سبحانه في سورة البقرة أن القول على الله بغير علم من الأمور التي يأمر بها الشيطان فقال سبحانه : -(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)- (البقرة:168) -(إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)- (البقرة:169) أسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والصلاح .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى